س700- فَكُلّاً أَخَذْنَا
بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ
أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ
وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن
كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ{40}العنكبوت. جـ – من هي الأقوام التي أهلكها الله في الآية الكريمة؟
فمنهم الذين أرسلنا عليهم حجارة من طين منضود, وهم قوم
لوط, ومنهم مَن أخذته الصيحة, وهم قوم صالح وقوم شعيب, ومنهم مَن خسفنا به
الأرض كقارون, ومنهم مَن أغرقنا, وهم قومُ نوح وفرعونُ وقومُه. س701- ما الذي يثبت أن القرآن الكريم منزل من عند الله تعالى ؟ جـ – أن الرسولr لم يقرأ كتابًا ولم يكتب حروفًا
قبل نزول القرآن عليه, وقريش تعرف ذلك ولو كان قارئًا أو كاتبًا من قبل أن
يوحى إليه لشك في ذلك المبطلون, وقالوا: تعلَّمه من الكتب السابقة أو
استنسخه منها.
وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ{48}العنكبوت. س702- وَمَا هَذِهِ
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ
لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ{64}العنكبوت. ما معنى : (لَهِيَ الْحَيَوَانُ) ؟ جـ – لهي الحياة الحقيقية الدائمة التي لا موت فيها . س703- وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ{69}العنكبوت. فسر الآية الكريمة. جـ – والمؤمنون الذين جاهدوا أعداء الله, والنفس,
والشيطان, وصبروا على الفتن والأذى في سبيل الله, سيهديهم الله سبل الخير,
ويثبتهم على الصراط المستقيم, ومَن هذه صفته فهو محسن إلى نفسه وإلى غيره.
وإن الله سبحانه وتعالى لمع مَن أحسن مِن خَلْقِه بالنصرة والتأييد والحفظ
والهداية. س704- ما الذي ذكره القرآن الكريم بخصوص الحرب بين الفرس والروم ؟ جـ - الم{1} غُلِبَتِ الرُّومُ{2} فِي أَدْنَى
الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ{3} فِي بِضْعِ
سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ
الْمُؤْمِنُونَ{4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الرَّحِيمُ{5} وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{6} يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ{7}الروم.
غَلَبت فارسُ الرومَ في أدنى أرض “الشام” إلى “فارس”,
وسوف يَغْلِب الرومُ الفرسَ في مدة من الزمن, لا تزيد على عشر سنوات ولا
تنقص عن ثلاث. لله سبحانه وتعالى الأمر كله قبل انتصار الروم وبعده, ويوم
ينتصر الروم على الفرس يفرح المؤمنون بنصر الله للروم على الفرس. والله
سبحانه وتعالى ينصر من يشاء, ويخذل من يشاء, وهو العزيز الذي لا يغالَب,
الرحيم بمن شاء من خلقه. وقد تحقق ذلك فغَلَبَت الرومُ الفرسَ بعد سبع
سنين, وفرح المسلمون بذلك; لكون الروم أهل كتاب وإن حرَّفوه. وعد الله
المؤمنين وعدًا جازمًا لا يتخلف, بنصر الروم النصارى على الفرس الوثنيين,
ولكن أكثر كفار “مكة” لا يعلمون أن ما وعد الله به حق, وإنما يعلمون ظواهر
الدنيا وزخرفها, وهم عن أمور الآخرة وما ينفعهم فيها غافلون, لا يفكرون
فيها. س705- وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ{12}الروم. ما معنى : (يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) ؟ جـ – ييئس المجرمون من النجاة من العذاب, وتصيبهم الحَيْرة فتنقطع حجتهم. س706- اذكر بعضاً من دلائل قدرة الله تعالى وآياته في سورة الروم ؟ جـ - يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ{19} وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ
ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ{20} وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ
بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ{21} وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ
لِّلْعَالِمِينَ{22} وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يَسْمَعُونَ{23} وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ
مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{24} وَمِنْ
آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا
دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ{25} وَلَهُ
مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ{26} وَهُوَ
الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ
وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{27}الروم . دلائل قدرة الله تعالى وآياته :
- يخرج الله الحي من الميت كالإنسان من
النطفة والطير من البيضة, ويخرج الميت من الحي, كالنطفة من الإنسان والبيضة
من الطير. ويحيي الأرض بالنبات بعد يُبْسها وجفافها, ومثل هذا الإحياء
تخرجون -أيها الناس- من قبوركم أحياء للحساب والجزاء.وخلق أباكم آدم من
تراب, ثم أنتم بشر تتناسلون منتشرين في الأرض, تبتغون من فضل الله.
- وخلق لأجلكم من جنسكم -أيها الرجال-
أزواجًا; لتطمئن نفوسكم إليها وتسكن, وجعل بين المرأة وزوجها محبة وشفقة,
إن في خلق الله ذلك لآيات دالة على قدرة الله ووحدانيته لقوم يتفكرون,
ويتدبرون.
- وخَلْقُ السموات وارتفاعها بغير عمد,
وخَلْقُ الأرض مع اتساعها وامتدادها, واختلافُ لغاتكم وتباينُ ألوانكم, إن
في هذا لَعبرة لكل ذي علم وبصيرة.
- وجعل الله النوم راحة لكم في الليل أو النهار; إذ في النوم حصول الراحة وذهاب التعب.
- وجعل لكم النهار تنتشرون فيه لطلب
الرزق, إن في ذلك لدلائل على كمال قدرة الله ونفوذ مشيئته لقوم يسمعون
المواعظ سماع تأمل وتفكر واعتبار.
- ويريكم البرق, فتخافون من الصواعق, وتطمعون في الغيث.
- وينزل من السحاب مطرًا فيحيي به الأرض
بعد جدبها وجفافها, إن في هذا لدليل على كمال قدرة الله وعظيم حكمته
وإحسانه لكل مَن لديه عقل يهتدي به.
- وقيام السماء والأرض واستقرارهما
وثباتهما بأمره, فلم تتزلزلا ولم تسقط السماء على الأرض, ثم إذا دعاكم الله
إلى البعث يوم القيامة, إذا أنتم تخرجون من القبور مسرعين.
- ولله وحده كل مَن في السموات والأرض من الملائكة والإنس والجن والحيوان والنبات والجماد, كل هؤلاء منقادون لأمره خاضعون لكماله.
- والله وحده الذي يبدأ الخلق من العدم
ثم يعيده حيًا بعد الموت, وإعادة الخلق حيًا بعد الموت أهون على الله من
ابتداء خلقهم, وكلاهما عليه هيِّن. وله سبحانه الوصف الأعلى في كل ما يوصف
به, ليس كمثله شيء, وهو السميع البصير. وهو العزيز الذي لا يغالَب, الحكيم
في أقواله وأفعاله, وتدبير أمور خلقه.
س707- ما معنى الآية الكريمة:
ضَرَبَ لَكُم مَّثَلاً مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن
مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ
فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ
نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{28}الروم.
جـ – المعنى ليس مماليككم شركاء لكم في ملككم , فكيف تجعلون بعض مماليك الله شركاء له في ملكه . س708- وَمَا آتَيْتُم مِّن
رِّباً لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ
وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْمُضْعِفُونَ{39}الروم. فسر الآية الكريمة. جـ – وما أعطيتم قرضًا من المال بقصد الربا, وطلب
زيادة ذلك القرض; ليزيد وينمو في أموال الناس, فلا يزيد عند الله, بل يمحقه
ويبطله. وما أعطيتم من زكاة وصدقة للمستحقين ابتغاء مرضاة الله وطلبًا
لثوابه, فهذا هو الذي يقبله الله ويضاعفه لكم أضعافًا كثيرة. س709- ظَهَرَ الْفَسَادُ
فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم
بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{41}الروم. فسر الآية الكريمة. جـ – ظهر الفساد في البر والبحر, كالجدب وقلة
الأمطار وكثرة الأمراض والأوبئة; وذلك بسبب المعاصي التي يقترفها البشر;
ليصيبهم بعقوبة بعض أعمالهم التي عملوها في الدنيا; كي يتوبوا إلى الله
-سبحانه- ويرجعوا عن المعاصي, فتصلح أحوالهم, وتستقيم أمورهم. س710- فَأَقِمْ وَجْهَكَ
لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ
مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ{43}الروم. فسر الآية الكريمة. جـ – فوجِّه وجهك -أيها الرسول- نحو الدين
المستقيم, وهو الإسلام, منفذًا أوامره مجتنبًا نواهيه, واستمسك به من قبل
مجيء يوم القيامة, فإذا جاء ذلك اليوم الذي لا يقدر أحد على ردِّه تفرقت
الخلائق أشتاتًا متفاوتين; ليُروا أعمالهم. س711- اللَّهُ الَّذِي
يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ
يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ
فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ
يَسْتَبْشِرُونَ{48}الروم. فسر الآية الكريمة.
جـ – الله -سبحانه- هو الذي يرسل الرياح فتثير سحابًا
مثقلا بالماء, فينشره الله في السماء كيف يشاء, ويجعله قطعًا متفرقة, فترى
المطر يخرج من بين السحاب, فإذا ساقه الله إلى عباده إذا هم يستبشرون
ويفرحون بأن الله صرف ذلك إليهم. س712- فَإِنَّكَ لَا
تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا
مُدْبِرِينَ{52} وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن
تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ{53}الروم بين التشبيه الموجود في الآيات . لا تحزن على عدم إيمان هؤلاء المشركين بك, فإنهم
كالصم والموتى لا يسمعون, ولا يشعرون ولو كانوا حاضرين, فكيف إذا كانوا
غائبين عنك مدبرين؟ وما أنت -أيها الرسول- بمرشد مَن أعماه الله عن طريق
الهدى, ما تُسمع سماع انتفاع إلا مَن يؤمن بآياتنا. س713- اللَّهُ الَّذِي
خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ
جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ
الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ{54}الروم. في الآية الكريمة مراحل حياة الإنسان في الحياة الدنيا . وضحها . جـ – الله تعالى هو الذي خلقكم من ماء ضعيف مهين,
وهو النطفة, ثم جعل من بعد ضعف الطفولة قوة الرجولة, ثم جعل من بعد هذه
القوة ضعف الكبر والهرم, يخلق الله ما يشاء من الضعف والقوة, وهو العليم
بخلقه, القادر على كل شيء. س714- اذكر موعظة لقمان لابنه ؟ جـ- موعظة لقمان لابنه :
- يا بنيَّ لا تشرك بالله فتظلم نفسك؛ إن الشرك لأعظم الكبائر وأبشعها.
- وأمر الله تعالى الإنسان ببرِّ والديه والإحسان إليهم, وإن
أمرك والداك على أن تشرك بالله أو تعصي الله فلا تطعهما؛ لأنه لا طاعة
لمخلوق في معصية الخالق, وصاحبهما في الدنيا بالمعروف فيما لا إثم فيه,
- يا بنيَّ اعلم أن السيئة أو الحسنة إن
كانت قَدْر حبة خردل- وهي المتناهية في الصغر- في باطن جبل، أو في أي مكان
في السموات أو في الأرض, فإن الله يأتي بها يوم القيامة, ويحاسِب عليها.
إن الله لطيف بعباده خبير بأعمالهم.
- يا بنيَّ أقم الصلاة تامة بأركانها وشروطها وواجباتها,
- وأْمر بالمعروف, وانْه عن المنكر
بلطفٍ ولينٍ وحكمة بحسب جهدك, وتحمَّل ما يصيبك من الأذى مقابل أمرك
بالمعروف ونهيك عن المنكر, واعلم أن هذه الوصايا مما أمر الله به من الأمور
التي ينبغي الحرص عليها.
- ولا تُمِلْ وجهك عن الناس إذا كلَّمتهم أو كلموك؛ احتقارًا منك لهم واستكبارًا عليهم,
- ولا تمش في الأرض بين الناس مختالا متبخترًا, إن الله لا يحب كل متكبر متباه في نفسه وهيئته وقوله. وتواضع في مشيك.
- واخفض من صوتك فلا ترفعه, إن أقبح الأصوات وأبغضها لصوت الحمير المعروفة ببلادتها وأصواتها المرتفعة.
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا
بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ{13}
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى
وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ
إِلَيَّ الْمَصِيرُ{14} وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ
لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا
مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ
مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{15} يَا بُنَيَّ
إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ
أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ
اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ{16} يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ
بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ
إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ{17} وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ
لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ
كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ{18} وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن
صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ{19}لقمان. س715- وَمَن يُسْلِمْ
وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ
الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ{22}لقمان. ما معنى : (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى) ؟ جـ – فقد أخذ بأوثق سبب موصل إلى رضوان الله وجنته. س716- وَلَوْ أَنَّمَا فِي
الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ
سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ{27}لقمان. وضح الصورة الموجود في الآيات . جـ- ولو أن أشجار الأرض كلها بُريت أقلامًا والبحر
مداد لها, ويُمَد بسبعة أبحر أخرى, وكُتِب بتلك الأقلام وذلك المداد كلمات
الله, لتكسرت تلك الأقلام, ولنفِد ذلك المداد, ولم تنفد كلمات الله التامة
التي لا يحيط بها أحد. إن الله عزيز في انتقامه ممن أشرك به, حكيم في
تدبير خلقه. وفي الآية إثبات صفة الكلام لله- تعالى- حقيقة كما يليق بجلاله
وكماله سبحانه. س717- أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي
اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ
مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ{29}لقمان. ما معنى : (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ) ؟ جـ – أي يدخل الليل في النهار ويدخل النهار في الليل فيزيد كل منهما بما نقص من الآخر. س718- وَإِذَا غَشِيَهُم
مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا
نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ
بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ{32}لقمان. ما معنى : (كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ) ؟ جـ – كل غدَّار ناقض للعهد, جحود لنعم الله عليه. س719- يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن
وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ
اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا
يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ{33} إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ
السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا
تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ
أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ{34}لقمان. فسر الآيات الكريمة. جـ – يا أيها الناس اتقوا ربكم, وأطيعوه بامتثال
أوامره واجتناب نواهيه, واحذروا يوم القيامة الذي لا يغني فيه والد عن ولده
ولا مولود عن أبيه شيئًا, إن وعد الله حق لا ريب فيه, فلا تنخدعوا بالحياة
الدنيا وزخرفها فتنسيكم الأخرى, ولا يخدعنكم بالله خادع من شياطين الجن
والإنس. ن الله- وحده لا غيره- يعلم متى تقوم الساعة؟ وهو الذي ينزل المطر
من السحاب, لا يقدر على ذلك أحد غيره, ويعلم ما في أرحام الإناث, ويعلم ما
تكسبه كل نفس في غدها, وما تعلم نفس بأيِّ أرض تموت. بل الله تعالى هو
المختص بعلم ذلك جميعه. إن الله عليم خبير محيط بالظواهر والبواطن, لا يخفى
عليه شيء منها. س720- يدبر الله تعالى أَمْر المخلوقات من السماء إلى الأرض, ثم يصعد ذلك الأمر والتدبير إلى الله في يوم . ما مقدار ذلك اليوم من أيام الدنيا؟ جـ – مقدار ذلك اليوم ألف سنة من سني الدنيا .
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ
ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ
مِّمَّا تَعُدُّونَ{5}السجدة. س721- اذكر مراحل خلق الإنسان حتى نفخ الروح فيه بسورة السجدة. جـ - الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ
وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ{7} ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن
سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ{8} ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن
رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ
قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ{9}السجدة.
الله الذي أحكم خلق كل شيء, وبدأ خَلْقَ الإنسان, وهو آدم
عليه السلام من طين. ثم جعل ذرية آدم متناسلة من نطفة ضعيفة رقيقة مهينة.
ثم أتم خلق الإنسان وأبدعه, وأحسن خلقته, ونفخ فيه مِن روحه بإرسال الملك
له؛ لينفخ فيه الروح, وجعل لكم -أيها الناس- نعمة السمع والأبصار يُميَّز
بها بين الأصوات والألوان والذوات والأشخاص, ونعمة العقل يُميَّز بها بين
الخير والشر والنافع والضار. قليلا ما تشكرون ربكم على ما أنعم به عليكم. س722- وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ{10}السجدة. ما معنى : (أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) ؟ جـ – أإذا صارت لحومنا وعظامنا ترابًا في الأرض أنُبعَث خلقًا جديدًا؟ س723- من هم أهل جهنم الذين سيملؤها يوم القيامة ؟ جـ – الناس والجِنّة .
وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا
وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ
وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{13}السجدة. س724- وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{21}السجدة. ما هو العذاب الأدنى وما هو العذاب الأكبر ؟ جـ – العذاب الأدنى هو عذاب الحياة الدنيا مثل
القتل والأسر والجدب والأمراض , والعذاب الأكبر هو عذاب يوم القيامة حيث
العذاب في نار جهنم . س725- وَلَقَدْ آتَيْنَا
مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ
هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ{23}السجدة. فسر الآية الكريمة. جـ – ولقد آتينا موسى التوراة كما آتيناك -أيها
الرسول- القرآن, فلا تكن في شك من لقاء موسى ليلة الإسراء والمعراج, وجعلنا
التوراة هداية لبني إسرائيل, تدعوهم إلى الحق وإلى طريق مستقيم. س726- أَوَلَمْ يَرَوْا
أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً
تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا
يُبْصِرُونَ{27}السجدة. فسر الآية الكريمة. جـ – أولم ير المكذبون بالبعث بعد الموت أننا نسوق
الماء إلى الأرض اليابسة الغليظة التي لا نبات فيها, فنخرج به زرعًا
مختلفًا ألوانه تأكل منه أنعامهم, وتتغذى به أبدانهم فيعيشون به؟ أفلا يرون
هذه النعم بأعينهم, فيعلموا أن الله الذي فعل ذلك قادر على إحياء الأموات
ونَشْرهم من قبورهم؟
س727- مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ
مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي
تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ
أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ
الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ{4} ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ
أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ
فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا
أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ
غَفُوراً رَّحِيماً{5}الأحزاب. فسر الآيات الكريمة. جـ – ما جعل الله لأحد من البشر من قلبين في صدره,
وما جعل زوجاتكم اللاتي تظاهرون منهن (في الحرمة) كحرمة أمهاتكم (والظهار
أن يقول الرجل لامرأته: أنت عليَّ كظهر أمي, وقد كان هذا طلاقًا في
الجاهلية, فبيَّن الله أن الزوجة لا تصير أُمًّا بحال) وما جعل الله
الأولاد المتَبَنَّيْنَ أبناء في الشرع, بل إن الظهار والتبني لا حقيقة
لهما في التحريم الأبدي, فلا تكون الزوجة المظاهَر منها كالأم في الحرمة,
ولا يثبت النسب بالتبني من قول الشخص للدَّعِيِّ: هذا ابني, فهو كلام بالفم
لا حقيقة له, ولا يُعتَدُّ به, والله سبحانه يقول الحق ويبيِّن لعباده
سبيله, ويرشدهم إلى طريق الرشاد. انسبوا أدعياءكم لآبائهم, هو أعدل وأقوم
عند الله, فإن لم تعلموا آباءهم الحقيقيين فادعوهم إذًا بأخوَّة الدين التي
تجمعكم بهم, فإنهم إخوانكم في الدين ومواليكم فيه, وليس عليكم إثم فيما
وقعتم فيه من خطأ لم تتعمدوه, وإنما يؤاخذكم الله إذا تعمدتم ذلك. وكان
الله غفورًا لمن أخطأ, رحيمًا لمن تاب من ذنبه. س728- النَّبِيُّ أَوْلَى
بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو
الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى
أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ
مَسْطُوراً{6}الأحزاب. فسر الآية الكريمة. جـ – النبي محمد صلى الله عليه وسلم أولى
بالمؤمنين, وأقرب لهم من أنفسهم في أمور الدين والدنيا, وحرمة أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم على أُمَّته كحرمة أمهاتهم, فلا يجوز نكاح زوجات الرسول
صلى الله عليه وسلم من بعده. وذوو القرابة من المسلمين بعضهم أحق بميراث
بعض في حكم الله وشرعه من الإرث بالإيمان والهجرة (وكان المسلمون في أول
الإسلام يتوارثون بالهجرة والإيمان دون الرحم, ثم نُسخ ذلك بآية المواريث)
إلا أن تفعلوا -أيها المسلمون- إلى غير الورثة معروفًا بالنصر والبر والصلة
والإحسان والوصية, كان هذا الحكم المذكور مقدَّرًا مكتوبًا في اللوح
المحفوظ, فيجب عليكم العمل به. وفي الآية وجوب كون النبي صلى الله عليه
وسلم أحبَّ إلى العبد من نفسه, ووجوب كمال الانقياد له, وفيها وجوب احترام
أمهات المؤمنين, زوجاته صلى الله عليه وسلم، وأن من سبَّهن فقد باء
بالخسران. س729- وَإِذْ أَخَذْنَا
مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ
وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقاً
غَلِيظاً{7}الأحزاب. ما معنى : (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ) ؟ جـ – أخذنا من النبيين العهد المؤكد بتبليغ الرسالة . س730- يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ
جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا
وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً{9} إِذْ جَاؤُوكُم مِّن
فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ
وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ
الظُّنُونَا{10} هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا
زِلْزَالاً شَدِيداً{11} الأحزاب. اذكر اسم الغزوة التي تتحدث عنها الآيات . وماذا حدث فيها؟ جـ – غزوة الأحزاب وتسمى غزوة الخندق, حين اجتمع
المشركون من خارج “المدينة”, واليهود والمنافقون من “المدينة” وما حولها,
فأحاطوا بالمسلمين, وإذ شخصت الأبصار من شدة الحَيْرة والدهشة, وبلغت
القلوب الحناجر من شدة الرعب, وغلب اليأس المنافقين, وكثرت الأقاويل,
وتظنون بالله الظنون السيئة في ذلك الموقف العصيب اختُبر إيمان المؤمنين
ومُحِّص القوم, وعُرف المؤمن من المنافق, فأرسل الله تعالى على الأحزاب
ريحًا شديدة اقتلعت خيامهم ورمت قدورهم, وأرسل الله تعالى ملائكة من السماء
لم يروها, فوقع الرعب في قلوبهم وانصرفوا . س731- في غزوة الأحزاب – الخندق – كان للمنافقين موقف مشين , ما هو ؟ جـ – وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم شك, وهم
ضعفاء الإيمان: ما وعدنا الله ورسوله من النصر والتمكين إلا باطلا من
القول وغرورًا, فلا تصدقوه. واذكر -أيها النبي- قول طائفة من المنافقين
منادين المؤمنين من أهل “المدينة”: يا أهل “يثرب” (وهو الاسم القديم
“للمدينة”) لا إقامة لكم في معركة خاسرة, فارجعوا إلى منازلكم داخل
“المدينة”, ويستأذن فريق آخر من المنافقين الرسول صلى الله عليه وسلم
بالعودة إلى منازلهم بحجة أنها غير محصنة, فيخشون عليها, والحق أنها ليست
كذلك, وما قصدوا بذلك إلا الفرار من القتال. ولو دخل جيش الأحزاب “المدينة”
من جوانبها, ثم سئل هؤلاء المنافقون الشرك بالله والرجوع عن الإسلام,
لأجابوا إلى ذلك مبادرين, وما تأخروا عن الشرك إلا يسيرًا. ولقد كان هؤلاء
المنافقون عاهدوا الله على يد رسوله من قبل غزوة الخندق, لا يفرُّون إن
شهدوا الحرب, ولا يتأخرون إذا دعوا إلى الجهاد, ولكنهم خانوا عهدهم,
وسيحاسبهم الله على ذلك, ويسألهم عن ذلك العهد, وكان عهد الله مسؤولا عنه,
محاسَبًا عليه. قل -أيها النبي- لهؤلاء المنافقين: لن ينفعكم الفرار من
المعركة خوفًا من الموت أو القتل; فإن ذلك لا يؤخر آجالكم, وإن فررتم فلن
تتمتعوا في هذه الدنيا إلا بقدر أعماركم المحدودة, وهو زمن يسير جدًا
بالنسبة إلى الآخرة. قل -أيها النبي- لهم: مَن ذا الذي يمنعكم من الله, أو
يجيركم مِن عذابه, إن أراد بكم سوءًا, أو أراد بكم رحمة, فإنه المعطي
المانع الضارُّ النافع؟ ولا يجد هؤلاء المنافقون لهم من دون الله وليًّا
يواليهم, ولا نصيرًا ينصرهم. إن الله يعلم المثبطين عن الجهاد في سبيل
الله, والقائلين لإخوانهم: تعالوا وانضموا إلينا, واتركوا محمدًا, فلا
تشهدوا معه قتالا؛ فإنا نخاف عليكم الهلاك بهلاكه, وهم مع تخذيلهم هذا لا
يأتون القتال إلا نادرًا؛ رياء وسمعة وخوف الفضيحة. بُخَلاء عليكم -أيها
المؤمنون- بالمال والنفس والجهد والمودة لما في نفوسهم من العداوة والحقد؛
حبًا في الحياة وكراهة للموت, فإذا حضر القتال خافوا الهلاك ورأيتهم ينظرون
إليك, تدور أعينهم لذهاب عقولهم؛ خوفًا من القتل وفرارًا منه كدوران عين
مَن حضره الموت, فإذا انتهت الحرب وذهب الرعب رموكم بألسنة حداد مؤذية,
وتراهم عند قسمة الغنائم بخلاء و حسدة, أولئك لم يؤمنوا بقلوبهم, فأذهب
الله ثواب أعمالهم, وكان ذلك على الله يسيرًا. يظن المنافقون أن الأحزاب
الذين هزمهم الله تعالى شر هزيمة لم يذهبوا؛ ذلك من شدة الخوف والجبن, ولو
عاد الأحزاب إلى “المدينة” لتمنَّى أولئك المنافقون أنهم كانوا غائبين عن
“المدينة” بين أعراب البادية, يستخبرون عن أخباركم ويسألون عن أنبائكم, ولو
كانوا فيكم ما قاتلوا معكم إلا قليلا لكثرة جبنهم وذلتهم وضعف يقينهم.
وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا
غُرُوراً{12} وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا
مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ
يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن
يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً{13} وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ
أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا
بِهَا إِلَّا يَسِيراً{14} وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ
لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً{15} قُل
لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ
وَإِذاً لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً{16} قُلْ مَن ذَا الَّذِي
يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ
رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا
نَصِيراً{17} قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ
وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ
الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً{18} أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء
الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ
كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ
سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ
لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى
اللَّهِ يَسِيراً{19} يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن
يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ
يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا
إِلَّا قَلِيلاً{20}الأحزاب. س732- في غزوة الأحزاب – الخندق – كان للمؤمنين موقف مشرف , ما هو ؟ جـ – ولمَّا شاهد المؤمنون الأحزاب الذين تحزَّبوا
حول “المدينة” وأحاطوا بها, تذكروا أن موعد النصر قد قرب, فقالوا: هذا ما
وعدنا الله ورسوله, من الابتلاء والمحنة والنصر, فأنجز الله وعده, وصدق
رسوله فيما بشَّر به, وما زادهم النظر إلى الأحزاب إلا إيمانًا بالله
وتسليمًا لقضائه وانقيادًا لأمره. من المؤمنين رجال أوفوا بعهودهم مع الله
تعالى, وصبروا على البأساء والضراء وحين البأس: فمنهم من وَفَّى بنذره،
فاستشهد في سبيل الله، أو مات على الصدق والوفاء, ومنهم مَن ينتظر إحدى
الحسنيين: النصر أو الشهادة, وما غيَّروا عهد الله, ولا نقضوه ولا بدَّلوه,
كما غيَّر المنافقون. ليثيب الله أهل الصدق بسبب صدقهم وبلائهم وهم
المؤمنون, ويعذب المنافقين إن شاء تعذيبهم, بأن لا يوفقهم للتوبة النصوح
قبل الموت, فيموتوا على الكفر, فيستوجبوا النار, أو يتوب عليهم بأن يوفقهم
للتوبة والإنابة, إن الله كان غفورًا لذنوب المسرفين على أنفسهم إذا تابوا,
رحيمًا بهم; حيث وفقهم للتوبة النصوح.
وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا
هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ
وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً{22} مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى
نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً{23}
لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ
الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
غَفُوراً رَّحِيماً{24}الأحزاب. س733- وَأَنزَلَ الَّذِينَ
ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي
قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً{26}
وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ
تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً{27}الأحزاب. على من تتكلم الآيات الكريمة. جـ – على يهود بني قريظة , لإعانتهم الأحزاب في قتال المسلمين,وقد خانوا العهد مع المسلمين بعدم قتالهم .
س734- يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل
لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا
فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً{28}
وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ
فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً{29}
يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ
يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ
يَسِيراً{30} وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ
صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً
كَرِيماً{31} يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء
إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي
قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً{32} وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى
وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً{33} وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ
مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً
خَبِيراً{34}الأحزاب. يخاطب الله تعالى النبي r بخصوص نسائه .اشرح الآيات . جـ – يا أيها النبي قل لأزواجك اللاتي اجتمعن
عليك, يطلبن منك زيادة النفقة: إن كنتنَّ تردن الحياة الدنيا وزينتها
فأقبِلْنَ أمتعكنَّ شيئًا مما عندي من الدنيا, وأفارقكنَّ دون ضرر أو
إيذاء. وإن كنتن تردْنَ رضا الله ورضا رسوله وما أعدَّ الله لكُنَّ في
الدار الآخرة, فاصبرْنَ على ما أنتُنَّ عليه, وأطعن الله ورسوله, فإن الله
أعد للمحسنات منكنَّ ثوابًا عظيمًا. (وقد اخترن الله ورسوله, وما أعدَّ
الله لهن في الدار الآخرة). يا نساء النبي مَن يأت منكن بمعصية ظاهرة
يُضاعَف لها العذاب مرتين. فلما كانت مكانتهن رفيعة ناسب أن يجعل الله
الذنب الواقع منهن عقوبته مغلظة؛ صيانة لجنابهن وجناب رسول الله صلى الله
عليه وسلم. وكان ذلك العقاب على الله يسيرًا. ومن تطع منكن الله ورسوله,
وتعمل بما أمر الله به, نُعْطها ثواب عملها مثلَي ثواب عمل غيرها من سائر
النساء, وأعددنا لها رزقًا كريمًا, وهو الجنة. يا نساء النبيِّ -محمد-
لستنَّ في الفضل والمنزلة كغيركنَّ من النساء, إن عملتن بطاعة الله
وابتعدتن عن معاصيه، فلا تتحدثن مع الأجانب بصوت لَيِّن يُطمع الذي في قلبه
فجور ومرض في الشهوة الحرام، وهذا أدب واجب على كل امرأة تؤمن بالله
واليوم الآخر, وقُلن قولا بعيدًا عن الريبة, لا تنكره الشريعة. والْزَمْنَ
بيوتكن, ولا تخرجن منها إلا لحاجة, ولا تُظهرن محاسنكن, كما كان يفعل نساء
الجاهلية الأولى في الأزمنة السابقة على الإسلام, وهو خطاب للنساء المؤمنات
في كل عصر. وأدِّين – يا نساء النبي- الصلاة كاملة في أوقاتها, وأعطين
الزكاة كما شرع الله, وأطعن الله ورسوله في أمرهما ونهيهما, إنما أوصاكن
الله بهذا؛ ليزكيكنَّ, ويبعد عنكنَّ الأذى والسوء والشر يا أهل بيت النبي
-ومنهم زوجاته وذريته عليه الصلاة والسلام-, ويطهِّر نفوسكم غاية الطهارة.
واذكرن ما يتلى في بيوتكن من القرآن وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم،
واعملن به, واقدُرْنه حقَّ قَدْره, فهو من نِعَم الله عليكن, إن الله كان
لطيفًا بكنَّ؛ إذ جعلكنَّ في البيوت التي تتلى فيها آيات الله والسنة,
خبيرًا بكنَّ إذ اختاركنَّ لرسوله أزواجًا. س735- ما قصة زيد بن حارثة tمع زوجته زينب بنت جحش t ؟ وبين حكم التبني في الإسلام جـ – وإذ تقول -أيها النبي- للذي أنعم الله عليه
بالإسلام -وهو زيد بن حارثة الذي أعتقه وتبنَّاه النبيُّ صلى الله عليه
وسلم- وأنعمت عليه بالعتق: أَبْقِ زوجك زينب بنت جحش ولا تطلقها, واتق الله
يا زيد, وتخفي -يا محمد- في نفسك ما أوحى الله به إليك من طلاق زيد لزوجه
وزواجك منها, والله تعالى مظهر ما أخفيت, وتخاف المنافقين أن يقولوا: تزوج
محمد مطلقة متبناه, والله تعالى أحق أن تخافه, فلما قضى زيد منها حاجته,
وطلقها, وانقضت عدتها, زوجناكها; لتكون أسوة في إبطال عادة تحريم الزواج
بزوجة المتبنى بعد طلاقها, ولا يكون على المؤمنين إثم وذنب في أن يتزوجوا
من زوجات من كانوا يتبنَّوْنهم بعد طلاقهن إذا قضوا منهن حاجتهم. وكان أمر
الله مفعولا لا عائق له ولا مانع. ما كان على النبيِّ محمد صلى الله عليه
وسلم من ذنب فيما أحلَّ الله له من زواج امرأة مَن تبنَّاه بعد طلاقها, كما
أباحه للأنبياء قبله, سنة الله في الذين خَلَوا من قبل, وكان أمر الله
قدرًا مقدورًا لا بد من وقوعه. ثم ذكر سبحانه الأنبياء الماضين وأثنى عليهم
بأنهم: الذين يُبَلِّغون رسالاتِ الله إلى الناس, ويخافون الله وحده, ولا
يخافون أحدًا سواه. وكفى بالله محاسبًا عباده على جميع أعمالهم ومراقبًا
لها. ما كان محمد أبًا لأحد من رجالكم, ولكنه رسول الله وخاتم النبيين, فلا
نبوة بعده إلى يوم القيامة. وكان الله بكل شيء من أعمالكم عليمًا, لا يخفى
عليه شيء.
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ
وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ
وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً
زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي
أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ
اللَّهِ مَفْعُولاً{37} مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا
فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ
وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً{38} الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ
رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا
اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً{39} مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ
مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ
وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً{40}الأحزاب. س736- هل توجد عدة لمن تزوجت ثم طلقت بدون أن يجامعها زوجها ؟ وهل لها حقوق ؟ جـ – لا توجد عِدة لها . فأعطوهن من أموالكم متعة
يتمتعن بها بحسب الوسع جبرًا لخواطرهن, وخلُّوا سبيلهن مع الستر الجميل,
دون أذى أو ضرر.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ
الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ
فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ
وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً{49}الأحزاب.
س737- يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ
أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ
مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ
وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ
وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ
النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ
قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ
غَفُوراً رَّحِيماً{50}الأحزاب.
اشرح الآية الكريمة.
جـ – يا أيها النبي إنَّا أبَحْنا لك أزواجك اللاتي
أعطيتهن مهورهن, وأبَحْنا لك ما مَلَكَتْ يمينك من الإماء, مما أنعم الله
به عليك, وأبحنا لك الزواج من بنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات
خالاتك اللاتي هاجرن معك, وأبحنا لك امرأة مؤمنة مَنَحَتْ نفسها لك من غير
مهر, إن كنت تريد الزواج منها خالصة لك, وليس لغيرك أن يتزوج امرأة
بالهِبَة. قد علمنا ما أوجبنا على المؤمنين في أزواجهم وإمائهم بألا
يتزوجوا إلا أربع نسوة, وما شاؤوا من الإماء, واشتراط الوليِّ والمهر
والشهود عليهم, ولكنا رخصنا لك في ذلك, ووسَّعْنا عليك ما لم يُوسَّع على
غيرك؛ لئلا يضيق صدرك في نكاح مَن نكحت مِن هؤلاء الأصناف. وكان الله
غفورًا لذنوب عباده المؤمنين, رحيمًا بالتوسعة عليهم. س738- لَا يَحِلُّ لَكَ
النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ
أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً{52}الأحزاب. اشرح الآية الكريمة. جـ – لا يباح لك النساء من بعد نسائك اللاتي في
عصمتك, واللاتي أبحناهنَّ لك ومن كانت في عصمتك من النساء المذكورات لا يحل
لك أن تطلِّقها مستقبَلا وتأتي بغيرها بدلا منها, ولو أعجبك جمالها, وأما
الزيادة على زوجاتك من غير تطليق إحداهن فلا حرج عليك, وأما ما ملكت يمينك
من الإماء, فحلال لك منهن من شئت. وكان الله على كل شيء رقيبًا, لا يغيب
عنه علم شيء.
س739- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا
بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ
نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا
طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ
كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي
مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن
وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا
كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا
أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ
عَظِيماً{53}الأحزاب.
اشرح الآية الكريمة.
جـ – يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه لا
تدخلوا بيوت النبي إلا بإذنه لتناول طعام غير منتظرين نضجه, ولكن إذا دعيتم
فادخلوا, فإذا أكلتم فانصرفوا غير مستأنسين لحديث بينكم؛ فإن انتظاركم
واستئناسكم يؤذي النبي, فيستحيي من إخراجكم من البيوت مع أن ذلك حق له,
والله لا يستحيي من بيان الحق وإظهاره. وإذا سألتم نساء رسول الله صلى الله
عليه وسلم حاجة من أواني البيت ونحوها فاسألوهن من وراء ستر؛ ذلكم أطهر
لقلوبكم وقلوبهن من الخواطر التي تعرض للرجال في أمر النساء, وللنساء في
أمر الرجال؛ فالرؤية سبب الفتنة, وما ينبغي لكم أن تؤذوا رسول الله, ولا أن
تتزوجوا أزواجه من بعد موته أبدًا؛ لأنهن أمهاتكم, ولا يحلُّ للرجل أن
يتزوج أمَّه, إنَّ أذاكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونكاحكم أزواجه من
بعده إثم عظيم عند الله. (وقد امتثلت هذه الأمة هذا الأمر, واجتنبت ما نهى
الله عنه منه). س740- من هم الذين يحل للنساء أن لا تحتجب عنهم ؟ جـ – لا إثم على النساء في عدم الاحتجاب من آبائهن
وأبنائهن وإخوانهن وأبناء إخوانهن وأبناء أخواتهن والنساء المؤمنات
والعبيد المملوكين لهن؛ لشدة الحاجة إليهم في الخدمة. وخفن الله -أيتها
النساء- أن تتعدَّيْن ما حَدَّ لكنَّ, فتبدين من زينتكن ما ليس لكُنَّ أن
تبدينه, أو تتركن الحجاب أمام مَن يجب عليكن الاحتجاب منه. إن الله كان على
كل شيء شهيدًا, يشهد أعمال العباد ظاهرها وباطنها, وسيجزيهم عليها.
لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا
أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا
أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ شَهِيداً{55}الأحزاب. س741- إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً{56}الأحزاب. ما هي صفة الصلاة على النبي محمد r ؟ جـ – صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ثبتت في السنة على أنواع, منها: “اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد, كما
صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد, اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد,
كما باركت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد”. س742- اذكر آية الحجاب واشرحها. جـ - يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ
وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن
جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ
اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً{59}الأحزاب.
يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين
عليهن من جلابيبهن جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة أي يرخين
بعضها على الوجوه إذا خرجن لحاجتهن إلا عينا واحدة ذلك أدنى أي أقرب إلى أن
يعرفن بأنهن حرائر فلا يؤذين بالتعرض لهن بخلاف الإماء فلا يغطين وجوههن
فكان المنافقون يتعرضون لهن وكان الله غفورا لما سلف منهن لترك الستر رحيما
بهن إذ سترهن. س743- لَئِن لَّمْ يَنتَهِ
الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي
الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا
إِلَّا قَلِيلاً{60}الأحزاب. ما معنى : (لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ) , (ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلا) ؟ جـ – (لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ) : لنسلِّطنَّك عليهم .
(ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلا) : ثم لا يسكنون معك فيها إلا زمنًا قليلا. س744- يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ
اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً{69}الأحزاب. اشرح الآية الكريمة. جـ – يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا مع نبيكم
كالذين آذوا موسى بقولهم مثلا ما يمنعه أن يغتسل إلا أنه آدر فبرأه الله
مما قالوا بأن وضع ثوبه على حجر ليغتسل ففر الحجر به حتى وقف بين ملأ من
بني إسرائيل فأدركه موسى فأخذ ثوبه فاستتر به فرأوه ولا أدرة به وهي نفخة
في الخصية , وكان عند الله وجيها أي ذا جاه ومما أوذي به نبينا صلى الله
عليه وسلم أنه قسم قسما فقال رجل هذه قسمة ما أريد بها وجه الله تعالى فغضب
النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وقال يرحم الله موسى لقد أوذي بأكثر من
هذا فصبر رواه البخاري . س745- إِنَّا عَرَضْنَا
الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن
يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ
كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً{72}الأحزاب. ما هي هذه الأمانة التي أبت أن تحملها السماوات والأرض والجبال ؟ ولماذا رفضن ؟ جـ – الأمانة التي ائتمن الله عليها المكلَّفين من امتثال الأوامر واجتناب النواهي , فأبين أن يحملنها وخفن أن لا يقمن بأدائها . س746- يَعْلَمُ مَا يَلِجُ
فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا
يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ{2}سبأ. اذكر بعضاً ممن يلج ويخرج من الأرض وينزل ويعرج في السماء. جـ – ما يدخل في الأرض من قطرات الماء.
وما يخرج منها من النبات والمعادن والمياه.
وما ينزل من السماء من الأمطار والملائكة والكتب.
وما يصعد إليها من الملائكة وأفعال الخلق. س747- اذكر فضائل الله تعالى على نبيه داود u ؟ جـ - وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً
يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ{10}
أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً
إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ{11}سبأ.
ولقد آتينا داود نبوة, وكتابًا وعلمًا, وقلنا للجبال
والطير: سبِّحي معه, وألنَّا له الحديد, فكان كالعجين يتصرف فيه كيف يشاء.
أن اعمل دروعًا تامات واسعات وقدِّر المسامير في حِلَق الدروع, فلا تعمل
الحلقة صغيرة فتَضْعُف, فلا تقوى الدروع على الدفاع, ولا تجعلها كبيرة
فتثقُل على لابسها, واعمل يا داود أنت وأهلك بطاعة الله, إني بما تعملون
بصير لا يخفى عليَّ شيء منها. س748- اذكر فضائل الله تعالى على نبيه سليمان u ؟ جـ – فضائل الله تعالى على نبيه سليمان u :
- سخَّر لسليمان الريح تجري من أول النهار إلى انتصافه مسيرة شهر, ومن منتصف النهار إلى الليل مسيرة شهر بالسير المعتاد.
- وأسال الله تعالى له النحاس كما يسيل الماء, يعمل به ما يشاء.
- وسخَّر الله له من الجن من يعمل بين
يديه بإذن ربه, ومن يعدل منهم عن أمرنا الذي أمرناه به من طاعة سليمان نذقه
من عذاب النار المستعرة. يعمل الجن لسليمان ما يشاء من
مساجد للعبادة, وصور من نحاس وزجاج, وقِصَاع كبيرة كالأحواض التي يجتمع
فيها الماء, وقدور ثابتات لا تتحرك من أماكنها لعظمهن.
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا
شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ
بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا
نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ{12} يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن
مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ
اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ
الشَّكُورُ{13}سبأ. س749- ما الدليل في قصة سليمانuأن الجن لا تعرف الغيب ؟ جـ – فلما قضينا على سليمان بالموت ما دلَّ الجن
على موته إلا الأرَضَةُ تأكل عصاه التي كان متكئًا عليها, فوقع سليمان على
الأرض, عند ذلك علمت الجن أنهم لو كانوا يعلمون الغيب ما أقاموا في العذاب
المذلِّ والعمل الشاق لسليمان؛ ظنا منهم أنه من الأحياء. وفي الآية إبطال
لاعتقاد بعض الناس أن الجن يعلمون الغيب; إذ لو كانوا يعلمون الغيب لعلموا
وفاة سليمان عليه السلام, ولما أقاموا في العذاب المهين.
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ
عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا
خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا
لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ{14}سبأ. س750- ماذا حدث لقبيلة سبأ ؟ جـ – لقد كان لقبيلة سبأ بـ “اليمن” في مسكنهم
دلالة على قدرتنا: بستانان عن يمين وشمال, كلوا من رزق ربكم, واشكروا له
نعمه عليكم; فإن بلدتكم كريمة التربة حسنة الهواء, وربكم غفور لكم. فأعرضوا
عن أمر الله وشكره وكذبوا الرسل, فأرسلنا عليهم السيل الجارف الشديد الذي
خرَّب السد وأغرق البساتين, وبدَّلناهم بجنتيهم المثمرتين جنتين ذواتَيْ
أكل خمط, وهو الثمر المر الكريه الطعم, وأثْل وهو شجر شبيه بالطَّرْفاء لا
ثمر له, وقليل من شجر النَّبْق كثير الشوك. ذلك التبديل من خير إلى شر بسبب
كفرهم, وعدم شكرهم نِعَمَ الله, وما نعاقب بهذا العقاب الشديد إلا الجَحود
المبالغ في الكفر, يجازى بفعله مثلا بمثل. وجعلنا بين أهل “سبأ” -وهم
“باليمن”- والقرى التي باركنا فيها -وهي “الشام”- مُدنًا متصلة يُرى بعضها
من بعض, وجعلنا السير فيها سيرًا مقدَّرًا من منزل إلى منزل لا مشقة فيه,
وقلنا لهم: سيروا في تلك القرى في أيِّ وقت شئتم من ليل أو نهار, آمنين لا
تخافون عدوًّا, ولا جوعًا ولا عطشًا. فبطغيانهم ملُّوا الراحة والأمن ورغد
العيش, وقالوا: ربنا اجعل قُرانا متباعدة; ليبعد سفرنا بينها, فلا نجد قرى
عامرة في طريقنا, وظلموا أنفسهم بكفرهم فأهلكناهم, وجعلناهم عبرًا وأحاديث
لمن يأتي بعدهم, وفَرَّقناهم كل تفريق وخربت بلادهم, إن فيما حل “بسبأ”
لَعبرة لكل صبَّار على المكاره والشدائد, شكور لنعم الله تعالى.
لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ
عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ
بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ{15} فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ
ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ{16} ذَلِكَ
جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ{17}
وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى
ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ
وَأَيَّاماً آمِنِينَ{18} فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا
وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ
مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ{19}سبأ. س751- ما الحوار الذي يدور بين المستضعفين وقادتهم ورؤسائهم الذين أضلوهم يوم القيامة؟ جـ – وقال الذين كفروا: لن نصدِّق بهذا القرآن ولا
بالذي تَقَدَّمَه من التوراة والإنجيل والزبور, فقد كذَّبوا بجميع كتب
الله. ولو ترى -أيها الرسول- إذ الظالمون محبوسون عند ربهم للحساب,
يتراجعون الكلام فيما بينهم, كل يُلْقي بالعتاب على الآخر, لرأيت شيئًا
فظيعا, يقول المستضعفون للذين استكبروا -وهم القادة والرؤساء الضالون
المضلون-: لولا أنتم أضللتمونا عن الهدى لكنا مؤمنين بالله ورسوله. قال
الرؤساء للذين استُضعِفوا: أنحن منعناكم من الهدى بعد إذ جاءكم؟ بل كنتم
مجرمين إذ دخلتم في الكفر بإرادتكم مختارين. وقال المستضعفون لرؤسائهم في
الضلال: بل تدبيركم الشر لنا في الليل والنهار هو الذي أوقعنا في التهلكة,
فكنتم تطلبون منا أن نكفر بالله, ونجعل له شركاء في العبادة, وأسرَّ كُلٌّ
من الفريقين الحسرة حين رأوا العذاب الذي أُعدَّ لهم, وجعلنا الأغلال في
أعناق الذين كفروا, لا يعاقَبون بهذا العقاب إلا بسبب كفرهم بالله وعملهم
السيئات في الدنيا. وفي الآية تحذير شديد من متابعة دعاة الضلال وأئمة
الطغيان.
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا
الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ
الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى
بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ
اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ{31} قَالَ الَّذِينَ
اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ
الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ{32} وَقَالَ
الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ
أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ
وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ
يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ{33}سبأ. س752- وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ{52}سبأ. ما معنى : (وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ) ؟ جـ – وكيف لهم تناول الإيمان في الآخرة ووصولهم له من مكان بعيد؟ قد حيل بينهم وبينه, فمكانه الدنيا, وقد كفروا فيها. س753- وَحِيلَ بَيْنَهُمْ
وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ
إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ{54}سبأ. ما معنى (وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ) ؟ جـ – وحيل بين الكفار وما يشتهون من التوبة والعودة إلى الدنيا ليؤمنوا . س754- هل للملائكة أجنحة تطير بها؟ جـ- نعم .
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ
وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ{1}فاطر. س755- يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ
الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ{5}فاطر. ما معنى : (فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) ؟ جـ – فلا تخدعنَّكم الحياة الدنيا بشهواتها ومطالبها, ولا يخدعنَّكم بالله الشيطان. س756- وَاللَّهُ الَّذِي
أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ
فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ
النُّشُورُ{9}فاطر. فسر الآية الكريمة. جـ – واللهُ هو الذي أرسل الرياح فتحرك سحابًا,
فسقناه إلى بلد جدب, فينزل الماء فأحيينا به الأرض بعد يُبْسها فتخضر
بالنبات, مثل ذلك الإحياء يحيي الله الموتى يوم القيامة. س757- يُولِجُ اللَّيْلَ
فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ
لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن
قِطْمِيرٍ{13}فاطر. ما معنى : ( قِطْمِير) ؟
جـ – وهي القشرة الرقيقة البيضاء تكون على النَّواة. س758- وَلَا تَزِرُ
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا
يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ
الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن
تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ{18}
وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ{19} وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا
النُّورُ{20} وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ{21} وَمَا يَسْتَوِي
الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا
أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ{22} إِنْ أَنتَ إِلَّا
نَذِيرٌ{23}فاطر.
فسر الآيات الكريمة.
جـ – ولا تحمل نفس مذنبة ذنب نفس أخرى, وإن تَسْأل نفسٌ
مثقَلَة بالخطايا مَن يحمل عنها من ذنوبها لم تجد من يَحمل عنها شيئًا, ولو
كان الذي سألتْه ذا قرابة منها من أب أو أخ ونحوهما. إنما تحذِّر -أيها
الرسول- الذين يخافون عذاب ربهم بالغيب, وأدَّوا الصلاة حق أدائها. ومن
تطهر من الشرك وغيره من المعاصي فإنما يتطهر لنفسه. وإلى الله سبحانه مآل
الخلائق ومصيرهم, فيجازي كلا بما يستحق. وما يستوي الأعمى عن دين الله,
والبصير الذي أبصر طريق الحق واتبعه, وما تستوي ظلمات الكفر ونور الإيمان,
ولا الظل ولا الريح الحارة, وما يستوي أحياء القلوب بالإيمان, وأموات
القلوب بالكفر. إن الله يسمع مَن يشاء سماع فَهْم وقَبول, وما أنت -أيها
الرسول- بمسمع مَن في القبور, فكما لا تُسمع الموتى في قبورهم فكذلك لا
تُسمع هؤلاء الكفار لموت قلوبهم, إن أنت إلا نذير لهم غضب الله وعقابه. س759- فسر الآيات الكريمة. أَلَمْ تَرَ أَنَّ
اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ
مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ
مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ{27} وَمِنَ النَّاسِ
وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا
يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ
غَفُورٌ{28} فاطر. جـ – ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء, فسقينا
به أشجارًا في الأرض, فأخرجنا من تلك الأشجار ثمرات مختلفًا ألوانها, منها
الأحمر ومنها الأسود والأصفر وغير ذلك؟ وخَلَقْنا من الجبال طرائق بيضًا
وحمرًا مختلفًا ألوانها, وخلقنا من الجبال جبالا شديدة السواد. وخلقنا من
الناس والدواب والإبل والبقر والغنم ما هو مختلف ألوانه كذلك, فمن ذلك
الأحمر والأبيض والأسود وغير ذلك كاختلاف ألوان الثمار والجبال. إنما يخشى
اللهَ ويتقي عقابه بطاعته واجتناب معصيته العلماءُ به سبحانه, وبصفاته,
وبشرعه , وقدرته على كل شيء, ومنها اختلاف هذه المخلوقات مع اتحاد سببها,
ويتدبرون ما فيها من عظات وعبر. إن الله عزيز قويٌّ لا يغالَب, غفور يثيب
أهل الطاعة, ويعفو عنهم. س760- ثُمَّ أَوْرَثْنَا
الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ
لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ
بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ{32} فاطر. فسر الآية الكريمة . جـ – ثم أعطينا -بعد هلاك الأمم- القرآن مَن اخترناهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم:
فمنهم ظالم لنفسه: بفعل بعض المعاصي.
ومنهم مقتصد: وهو المؤدي للواجبات المجتنب للمحرمات.
ومنهم سابق بالخيرات: بإذن الله, أي مسارع مجتهد في الأعمال الصالحة, فَرْضِها ونفلها. س761- ما هي دار المقامة ؟ جـ – الجنة .
الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ{35}فاطر. س762- فسر الآية الكريمة. وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا
مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى
أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ
بِعِبَادِهِ بَصِيراً{45}فاطر.
جـ – ولو يعاقب الله الناس بما عملوا من الذنوب والمعاصي
ما ترك على ظهر الأرض من دابة تَدِبُّ عليها, ولكن يُمْهلهم ويؤخر عقابهم
إلى وقت معلوم عنده, فإذا جاء وقت عقابهم فإن الله كان بعباده بصيرًا, لا
يخفى عليه أحد منهم, ولا يعزب عنه علم شيء من أمورهم, وسيجازيهم بما عملوا
من خير أو شر. س763- لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ{6}يس. فسر الآية الكريمة. جـ – أنزلناه عليك -أيها الرسول- لتحذر به قومًا
لم يُنْذَرْ آباؤهم من قبلك, وهم العرب, فهؤلاء القوم ساهون عن الإيمان
والاستقامة على العمل الصالح. وكل أمة ينقطع عنها الإنذار تقع في الغفلة
وفي هذا دليل على وجوب الدعوة والتذكير على العلماء بالله وشرعه; لإيقاظ
المسلمين من غفلتهم. س764- إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ{8} يس. ما معنى : (فَهُم مُّقْمَحُونَ) ؟ جـ – رافعون رؤوسهم لا يستطيعون خفضها وهذا تمثيل والمراد أنهم لا يذعنون للإيمان ولا يخفضون رؤوسهم له. س765- ما هي قصة أصحاب القرية ؟ جـ – واضرب -أيها الرسول- لمشركي قومك الرادِّين
لدعوتك مثلا يعتبرون به, وهو قصة أهل القرية, حين ذهب إليهم المرسلون, إذ
أرسلنا إليهم رسولين لدعوتهم إلى الإيمان بالله وترك عبادة غيره, فكذَّب
أهل القرية الرسولين, فعزَّزناهما وقويناهما برسول ثالث, فقال الثلاثة لأهل
القرية: إنا إليكم -أيها القوم- مرسلون. قال أهل القرية للمرسلين: ما أنتم
إلا أناس مثلنا، وما أنزل الرحمن شيئًا من الوحي, وما أنتم -أيها الرسل-
إلا تكذبون. قال المرسلون مؤكدين: ربُّنا الذي أرسلنا يعلم إنا إليكم
لمرسلون, وما علينا إلا تبليغ الرسالة بوضوح, ولا نملك هدايتكم, فالهداية
بيد الله وحده. قال أهل القرية: إنا تَشَاءَمْنا بكم, لئن لم تكُفُّوا عن
دعوتكم لنا لنقتلنكم رميًا بالحجارة, وليصيبنكم منَّا عذاب أليم موجع. قال
المرسلون: شؤمكم وأعمالكم من الشرك والشر معكم ومردودة عليكم, أإن وُعظتم
بما فيه خيركم تشاءمتم وتوعدتمونا بالرجم والتعذيب؟ بل أنتم قوم عادتكم
الإسراف في العصيان والتكذيب. وجاء من مكان بعيد في المدينة رجل مسرع (وذلك
حين علم أن أهل القرية هَمُّوا بقتل الرسل أو تعذيبهم), قال: يا قوم
اتبعوا المرسلين إليكم من الله, اتبعوا الذين لا يطلبون منكم أموالا على
إبلاغ الرسالة, وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده. وفي هذا
بيان فضل مَن سعى إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وأيُّ شيء يمنعني
مِن أن أعبد الله الذي خلقني, وإليه تصيرون جميعًا؟ أأعبد من دون الله آلهة
أخرى لا تملك من الأمر شيئًا, إن يردني الرحمن بسوء فهذه الآلهة لا تملك
دفع ذلك ولا منعه, ولا تستطيع إنقاذي مما أنا فيه؟ إني إن فعلت ذلك لفي خطأ
واضح ظاهر. إني آمنت بربكم فاستمعوا إلى ما قُلْته لكم, وأطيعوني
بالإيمان. فلما قال ذلك وثب إليه قومه وقتلوه, فأدخله الله الجنة. قيل له
بعد قتله: ادخل الجنة, إكرامًا له. قال وهو في النعيم والكرامة: يا ليت
قومي يعلمون بغفران ربي لي وإكرامه إياي; بسبب إيماني بالله وصبري على
طاعته, وإتباع رسله حتى قُتِلت, فيؤمنوا بالله فيدخلوا الجنة مثلي. وما
احتاج الأمر إلى إنزال جند من السماء لعذابهم بعد قتلهم الرجل الناصح لهم
وتكذيبهم رسلهم, فهم أضعف من ذلك وأهون, وما كنا منزلين الملائكة على الأمم
إذا أهلكناهم, بل نبعث عليهم عذابًا يدمرهم. ما كان هلاكهم إلا بصيحة
واحدة, فإذا هم ميتون لم تَبْقَ منهم باقية.
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ
جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ{13} إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ
فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم
مُّرْسَلُونَ{14} قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا
أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ{15} قَالُوا
رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ{16} وَمَا عَلَيْنَا
إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ{17} قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ
لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا
عَذَابٌ أَلِيمٌ{18} قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ
أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ{19} وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ
يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ{20} اتَّبِعُوا مَن
لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ{21} وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ
الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{22} أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ
آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ
شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ{23} إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ{24}
إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ{25} قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ
قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ{26} بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي
وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ{27} وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن
بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ{28} إِن
كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ{29} يس. س766- وَآيَةٌ لَّهُمْ
اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ{37}
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ
الْعَلِيمِ{38} وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ
كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ{39} لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ
الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ
يَسْبَحُونَ{40}يس. فسر الآيات الكريمة. جـ – وعلامة لهم دالة على توحيد الله وكمال قدرته:
هذا الليل ننزع منه النهار, فإذا الناس مظلمون. وآية لهم الشمس تجري
لمستقر لها, قدَّره الله لها لا تتعداه ولا تقصر عنه, ذلك تقدير العزيز
الذي لا يغالَب, العليم الذي لا يغيب عن علمه شيء. والقمرَ آية في خلقه,
قدَّرناه منازل كل ليلة, يبدأ هلالا ضئيلا حتى يكمل قمرًا مستديرًا, ثم
يرجع ضئيلا مثل عِذْق النخلة المتقوس في الرقة والانحناء والصفرة؛ لقدمه
ويُبْسه. س767- مَا يَنظُرُونَ
إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ{49} فَلَا
يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ{50}
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ
يَنسِلُونَ{51} قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا
هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ{52} إِن كَانَتْ
إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا
مُحْضَرُونَ{53} فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلَا تُجْزَوْنَ
إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{54}يس. فسر الآيات الكريمة. جـ – ما ينتظر هؤلاء المشركون الذين يستعجلون
بوعيد الله إياهم إلا نفخة الفَزَع عند قيام الساعة, تأخذهم فجأة, وهم
يختصمون في شؤون حياتهم. فلا يستطيع هؤلاء المشركون عند النفخ في “القرن”
أن يوصوا أحدًا بشيء, ولا يستطيعون الرجوع إلى أهلهم, بل يموتون في أسواقهم
ومواضعهم. ونُفِخ في “القرن” النفخةُ الثانية, فتُرَدُّ أرواحهم إلى
أجسادهم, فإذا هم من قبورهم يخرجون إلى ربهم سراعًا. قال المكذبون بالبعث
نادمين: يا هلاكنا مَن أخرجنا مِن قبورنا؟ فيجابون ويقال لهم: هذا ما وعد
به الرحمن, وأخبر عنه المرسلون الصادقون. ما كان البعث من القبور إلا نتيجة
نفخة واحدة في “القرن”, فإذا جميع الخلق لدينا ماثلون للحساب والجزاء. في
ذلك اليوم يتم الحساب بالعدل, فلا تُظْلم نفس شيئًا بنقص حسناتها أو زيادة
سيئاتها, ولا تُجْزون إلا بما كنتم تعملونه في الدنيا. س768- ما معنى الآية الكريمة : سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ{58}يس. جـ – أكبر نعيم لأهل الجنة حين يكلمهم ربهم, الرحيم بهم بالسلام عليهم. وعند ذلك تحصل لهم السلامة التامة من جميع الوجوه. س769- وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ{68}يس. ما معنى : (نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ) ؟ جـ – نُعِدْه إلى الحالة التي ابتدأ منها حالة ضعف العقل وضعف الجسد. س770- وَالصَّافَّاتِ صَفّاً{1} فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً{2} فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً{3}الصافات. من الذين أقسم بهم الله تعالى ؟ جـ – هم الملائكة : تصف في عبادتها صفوفًا متراصة, تزجر السحاب وتسوقه بأمر الله, تتلو ذكر الله وكلامه تعالى. س771- هل تستطيع الشياطين أن تصل إلى الملأ الأعلى لتستمع لكلام الملائكة ؟ جـ – زين الله تعالى السماء الدنيا بزينة هي
النجوم. وحفظ الله تعالى بالنجوم مِن كل شيطان متمرِّد عاتٍ رجيم. ولا
تستطيع الشياطين أن تصل إلى الملأ الأعلى, وهي السموات ومَن فيها مِن
الملائكة, فتستمع إليهم إذا تكلموا بما يوحيه الله تعالى مِن شرعه وقدره,
ويُرْجَمون بالشهب من كل جهة; طردًا لهم عن الاستماع, ولهم في الدار الآخرة
عذاب دائم موجع. إلا مَنِ اختطف من الشياطين الخطفة, وهي الكلمة يسمعها من
السماء بسرعة, فيلقيها إلى الذي تحته, ويلقيها الآخر إلى الذي تحته, فربما
أدركه الشهاب المضيء قبل أن يلقيها, وربما ألقاها بقَدَر الله تعالى قبل
أن يأتيه الشهاب, فيحرقه فيذهب بها الآخر إلى الكهنة, فيكذبون معها مائة
كذبة.
إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ
الْكَوَاكِبِ{6} وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ{7} لَا
يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ
جَانِبٍ{8} دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ{9} إِلَّا مَنْ خَطِفَ
الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ{10}الصافات. س772- فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ{19}الصافات. ما معنى : (زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ) ؟ جـ – نفخة واحدة. س773- وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ{24}الصافات. فسر الآية الكريمة. جـ – واحبسوا الذين كفروا قبل أن يصلوا إلى جهنم؛
إنهم مسئولون عن أعمالهم وأقوالهم التي صدرت عنهم في الدنيا, مساءلة إنكار
عليهم وتبكيت لهم. س774- يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ{45}الصافات . فسر الآية الكريمة. جـ – يدار عليهم في مجالسهم بكؤوس خمر من أنهار جارية, لا يخافون انقطاعها. س775- لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ{47}الصافات. فسر الآية الكريمة. جـ – لا فيها ما يغتال عقولهم ولا هم يسكرون بخلاف خمر الدنيا . س776- وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ{48} كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ{49}الصافات. فسر الآية الكريمة. جـ – وعندهم في مجالسهم نساء عفيفات, لا ينظرن إلى غير أزواجهن حسان الأعين, كأنهن بَيْض مصون لم تمسه الأيدي. س777- فسر الآيات الكريمة : فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ
يَتَسَاءلُونَ{50} قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ{51}
يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ{52} أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا
تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ{53} قَالَ هَلْ أَنتُم
مُّطَّلِعُونَ{54} فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ{55} قَالَ
تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ{56} وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ
مِنَ الْمُحْضَرِينَ{57} أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ{58} إِلَّا
مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ{59} إِنَّ هَذَا لَهُوَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{60} لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ
الْعَامِلُونَ{61}الصافات.
جـ – فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون عن أحوالهم في الدنيا
وما كانوا يعانون فيها, وما أنعم الله به عليهم في الجنة, وهذا من تمام
الأنس. قال قائل من أهل الجنة: لقد كان لي في الدنيا صاحب ملازم لي. يقول:
كيف تصدِّق بالبعث الذي هو في غاية الاستغراب؟ أإذا متنا وتمزقنا وصرنا
ترابًا وعظامًا, نُبعث ونُحاسب ونُجازى بأعمالنا؟ قال هذا المؤمن الذي
أُدخل الجنة لأصحابه: هل أنتم مُطَّلعون لنرى مصير ذلك القرين؟ فاطلع فرأى
قرينه في وسط النار. قال المؤمن لقرينه المنكر للبعث: لقد قاربت أن تهلكني
بصدك إياي عن الإيمان لو أطعتك. ولولا فضل ربي بهدايتي إلى الإيمان وتثبيتي
عليه, لكنت من المحضرين في العذاب معك. أحقًا أننا مخلَّدون منعَّمون, فما
نحن بميتين إلا موتتنا الأولى في الدنيا, وما نحن بمعذَّبين بعد دخولنا
الجنة؟إنَّ ما نحن فيه من نعيم لهُوَ الظَّفَر العظيم. لمثل هذا النعيم
الكامل, والخلود الدائم, والفوز العظيم, فليعمل العاملون في الدنيا;
ليصيروا إليه في الآخرة. س778- ما هي شجرة الزقوم ؟ جـ – هي طعام أهل النار.
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ{62}
إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ{63} إِنَّهَا شَجَرَةٌ
تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ{64} طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ
الشَّيَاطِينِ{65} فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا
الْبُطُونَ{66} ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ
حَمِيمٍ{67}الصافات.
أذلك الذي سبق وصفه مِن نعيم الجنة خير ضيافة وعطاء من
الله, أم شجرة الزقوم الخبيثة الملعونة, طعام أهل النار؟إنا جعلناها فتنة
افتتن بها الظالمون لأنفسهم بالكفر والمعاصي, وقالوا مستنكرين: إن صاحبكم
ينبئكم أن في النار شجرة, والنار تأكل الشجر. إنها شجرة تنبت في قعر جهنم,
ثمرها قبيح المنظر كأنه رؤوس الشياطين, فإذا كانت كذلك فلا تَسْألْ بعد هذا
عن طعمها, فإن المشركين لآكلون من تلك الشجرة فمالئون منها بطونهم. ثم
إنهم بعد الأكل منها لشاربون شرابًا خليطًا قبيحًا حارًّا . س779- وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ{78} سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ{79}الصافات. ما معنى (وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) ؟ جـ – وأبقينا له ذِكْرًا جميلا وثناءً حسنًا فيمن جاء بعده من الناس يذكرونه به. س780- ما قصة رؤيا إبراهيم u مع ولده إسماعيل u ؟ جـ – لما كَبِر إسماعيل ومشى مع أبيه قال له أبوه:
إني أرى في المنام أني أذبحك, فما رأيك؟ (ورؤيا الأنبياء حق) فقال إسماعيل
مُرْضيًا ربه, بارًّا بوالده, معينًا له على طاعة الله: أمض ما أمرك الله
به مِن ذبحي, ستجدني -إن شاء الله- صابرًا طائعًا محتسبًا. فلما استسلما
لأمر الله وانقادا له, وألقى إبراهيم ابنه على جبينه -وهو جانب الجبهة- على
الأرض؛ ليذبحه. ونادينا إبراهيم في تلك الحالة العصيبة: أن يا إبراهيم, قد
فعلتَ ما أُمرت به وصَدَّقْتَ رؤياك, إنا كما جزيناك على تصديقك نجزي
الذين أحسنوا مثلك, فنخلِّصهم من الشدائد في الدنيا والآخرة. إن الأمر بذبح
ابنك هو الابتلاء الشاق الذي أبان عن صدق إيمانك. واستنقذنا إسماعيل,
فجعلنا بديلا عنه كبشًا عظيمًا. تحيةٌ لإبراهيم من عند الله, ودعاءٌ له
بالسلامة من كل آفة. كما جزينا إبراهيم على طاعته لنا وامتثاله أمرنا, نجزي
المحسنين من عبادنا.
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ
إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى
قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ
الصَّابِرِينَ{102} فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ{103}
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ{104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{105} إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء
الْمُبِينُ{106} وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ{107} وَتَرَكْنَا
عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ{108} سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ{109} كَذَلِكَ
نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{110}الصافات. س781- ما قصة يونس u ؟ جـ - وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ{139}
إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ{140} فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ
الْمُدْحَضِينَ{141} فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ{142} فَلَوْلَا
أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ{143} لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى
يَوْمِ يُبْعَثُونَ{144} فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ{145}
وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ{146} وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى
مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ{147} فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى
حِينٍ{148}الصافات.
وإن عبدنا يونس اصطفيناه وجعلناه من المرسلين, إذ هرب من
بلده غاضبًا على قومه, وركب سفينة مملوءة ركابًا وأمتعة. وأحاطت بها
الأمواج العظيمة, فاقترع ركاب السفينة لتخفيف الحمولة خوف الغرق, فكان يونس
من المغلوبين. فأُلقي في البحر, فابتلعه الحوت, ويونس عليه السلام آتٍ بما
يُلام عليه. فلولا ما تقدَّم له من كثرة العبادة والعمل الصالح قبل وقوعه
في بطن الحوت, وتسبيحه, وهو في بطن الحوت بقوله: لا اله إلا أنت سبحانك أني
كنت من الظالمين ، لمكث في بطن الحوت, وصار له قبرًا إلى يوم القيامة.
فطرحناه من بطن الحوت, وألقيناه في أرض خالية عارية من الشجر والبناء, وهو
ضعيف البدن. وأنبتنا عليه شجرة من القَرْع تظلُّه, وينتفع بها. وأرسلناه
إلى مائة ألف من قومه بل يزيدون, فصدَّقوا وعملوا بما جاء به, فمتعناهم
بحياتهم إلى وقت بلوغ آجالهم. س782- وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ{158}الصافات. ما معنى : (الْجِنَّةِ) ؟ جـ – الملائكة. س783- بَلِ الَّذِينَ
كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ{2} كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن
قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ{3}ص. فسر الآيات الكريمة. جـ – يقسم الله سبحانه بالقرآن المشتمل على تذكير
الناس بما هم عنه غافلون. ولكن الكافرين متكبرون على الحق مخالفون له.
كثيرًا من الأمم أهلكناها قبل هؤلاء المشركين، فاستغاثوا حين جاءهم العذاب
ونادوا بالتوبة, وليس الوقت وقت قَبول توبة, ولا وقت فرار وخلاص مما
أصابهم. س784- وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ{16}ص. ما معنى : (قِطَّنَا) ؟ جـ- نصيبنا من العذاب في الدنيا قبل يوم القيامة . س785- اذكر فضل الله تعالى على عبده داود u ؟ جـ – فضل الله تعالى على عبده داود u :
- سخَّر الله تعالى الجبال مع داود يسبِّحن بتسبيحه أول النهار وآخره.
- وسخر الطير معه مجموعة تسبِّح، وتطيع تبعًا له.
- وقوَّى الله تعالى له ملكه بالهيبة والقوة والنصر.
- وآتاه النبوة, والفصل في الكلام والحكم.
اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا
دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ{17} إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ
مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ{18} وَالطَّيْرَ
مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ{19} وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ
الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ{20}ص. س786- ما قصة الخصم الذين تسوروا محراب داود u ؟ جـ – وهل جاءك -أيها الرسول- خبر المتخاصِمَين
اللذَين تسوَّرا على داود في مكان عبادته, فارتاع من دخولهما عليه؟ قالوا
له: لا تَخَفْ، فنحن خصمان ظلم أحدنا الآخر، فاقض بيننا بالعدل، ولا تَجُرْ
علينا في الحكم, وأرشِدنا إلى سواء السبيل. قال أحدهما: إن هذا أخي له تسع
وتسعون من النعاج, وليس عندي إلا نعجة واحدة, فطمع فيها، وقال: أعطنيها,
وغلبني بحجته. قال داود: لقد ظلمك أخوك بسؤاله ضم نعجتك إلى نعاجه, وإن
كثيرًا من الشركاء ليعتدي بعضهم على بعض، ويظلمه بأخذ حقه وعدم إنصافه مِن
نفسه إلا المؤمنين الصالحين, فلا يبغي بعضهم على بعض، وهم قليل. وأيقن داود
أننا فتنَّاه بهذه الخصومة, فاستغفر ربه, وسجد تقربًا لله، ورجع إليه
وتاب. فغفرنا له ذلك، وجعلناه من المقرَّبين عندنا, وأعددنا له حسن المصير
في الآخرة. يا داود إنا استخلفناك في الأرض وملَّكناك فيها, فاحكم بين
الناس بالعدل والإنصاف، ولا تتبع الهوى في الأحكام، فيُضلك ذلك عن دين الله
وشرعه, إن الذين يَضِلُّون عن سبيل الله لهم عذاب أليم في النار ؛ بغفلتهم
عن يوم الجزاء والحساب. وفي هذا توصية لولاة الأمر أن يحكموا بالحق المنزل
من الله، تبارك وتعالى, ولا يعدلوا عنه، فيضلوا عن سبيله.
وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا
الْمِحْرَابَ{21} إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا
لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا
بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ{22} إِنَّ
هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ
فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ{23} قَالَ لَقَدْ
ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ
الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا
فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ{24}
فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ
مَآبٍ{25} يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ
فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ
عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ
لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ{26}ص. س787- ما قصة سليمان uمع الخيول الأصيلة ؟ جـ- ووهبنا لداود ابنه سليمان, فأنعمنا به عليه,
وأقررنا به عينه, نِعْم العبد سليمان, إنه كان كثير الرجوع إلى الله
والإنابة إليه. اذكر حين عُرِضت عليه عصرًا الخيول الأصيلة السريعة، تقف
على ثلاث قوائم وترفع الرابعة؛ لنجابتها وخفتها, فما زالت تُعرض عليه حتى
غابت الشمس. فقال رُدُّوا عليَّ الخيل التي عُرضت عليّ من قبل، فشرع يمسح
سوقها وأعناقها. أي قتلها جميعاً بسبب أنها ضيعت عليه الصلاة.
وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ
إِنَّهُ أَوَّابٌ{30} إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ
الْجِيَادُ{31} فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ
رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ{32} رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ
مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ{33} ص. س788- كيف كان ابتلاء الله تعالى لسليمان u ؟ جـ – ولقد ابتلينا سليمان وألقينا على كرسيه شق
وَلَد, وُلِد له حين أقسم ليطوفنَّ على نسائه, وكلهن تأتي بفارس يجاهد في
سبيل الله, ولم يقل: إن شاء الله، فطاف عليهن جميعًا، فلم تحمل منهن إلا
امرأة واحدة جاءت بشق ولد, ثم رجع سليمان إلى ربه وتاب .
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ{34}ص. س789- اذكر فضل الله تعالى على عبده سليمان u ؟ جـ – فضل الله تعالى على عبده سليمان u :
- ذلل الله تعالى الريح لسليمانu تجري بأمره طيِّعة مع قوتها وشدتها حيث أراد.
- وســخَّر الله تعـــالى له الشــياطين يســتعملهم : فمنهم البــناؤون والغوَّاصــون, وهم مــردة
الشياطين موثوقون في الأغلال.
- وإن لسليمان عند الله تعالى في الدار الآخرة لَقربةً وحسن مرجع.
فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء
حَيْثُ أَصَابَ{36} وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ{37}
وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ{38} هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ
أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ{39} وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى
وَحُسْنَ مَآبٍ{40}ص. س790- ما قصة أيوب u ؟ جـ – واذكر -أيها الرسول- عبدنا أيوب، حين دعا ربه
أن الشيطان تسبب لي بتعب ومشقة، وألم في جسدي ومالي وأهلي. فقلنا له: اضرب
برجلك الأرض ينبع لك منها ماء بارد، فاشرب منه, واغتسِلْ فيذهب عنك الضر
والأذى. فكشفنا عنه ضره وأكرمناه ووهبنا له أهله من زوجة وولد, وزدناه
مثلهم بنين وحفدة, كل ذلك رحمة منَّا به وإكرامًا له على صبره، وعبرة وذكرى
لأصحاب العقول السليمة؛ ليعلموا أن عاقبة الصبر الفرج وكشف الضر. وقلنا
له: خذ بيدك حُزمة شماريخ، فاضرب بها زوجك إبرارًا بيمينك، فلا تحنث؛ إذ
أقسم ليضربنَّها مائة جلدة إذا شفاه الله، لـمَّا غضب عليها من أمر يسير
أثناء مرضه، وكانت امرأة صالحة، فرحمها الله ورحمه بهذه الفتوى. إنا وجدنا
أيوب صابرًا على البلاء، نِعم العبد هو، إنه رجَّاع إلى طاعة الله.
وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي
مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ{41} ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا
مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ{42} وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم
مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ{43} وَخُذْ
بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ
صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ{44}ص. س791- وَاذْكُرْ عِبَادَنَا
إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي
وَالْأَبْصَارِ{45} إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى
الدَّارِ{46}ص. ما معنى : (أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ) , (بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) ؟ جـ – (أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ) أي : أصحاب قوة في طاعة الله وبصيرة في الدين .
(بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ) أي : إنا خصصناهم بخاصة عظيمة, حيث جعلنا ذكرى الدار الآخرة في
قلوبهم، فعملوا لها بطاعتنا, ودعوا الناس إليها, وذكَّروهم بها. س792- وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ{52}ص. فسر الآية الكريمة. جـ – وعندهم نساء قاصرات أبصارهن على أزواجهن متساويات في السن. س793- هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ{57} وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ{58}ص. فسر الآيات الكريمة. جـ – هذا العذاب ماء شديد الحرارة, وصديد سائل من أجساد أهل النار فليشربوه, ولهم عذاب آخر من هذا القبيل أصناف وألوان. س794- اذكر ما يقع بين أهل النار من جدال وتخاصم ؟ جـ – وعند توارد الطاغين على النار يَشْتم بعضهم
بعضًا, ويقول بعضهم لبعض: هذه جماعة من أهل النار داخلة معكم, فيجيبون: لا
مرحبًا بهم، ولا اتسعت منازلهم في النار, إنهم مقاسون حرَّ النار كما
قاسيناها. قال فوج الأتباع للطاغين: بل أنتم لا مرحبًا بكم؛ لأنكم قدَّمتم
لنا سكنى النار لإضلالكم لنا في الدنيا, فبئس دار الاستقرار جهنم. قال فوج
الأتباع: ربنا مَن أضلَّنا في الدنيا عن الهدى فضاعِف عذابه في النار. وقال
الطاغون: ما بالنا لا نرى معنا في النار رجالا كنا نعدهم في الدنيا من
الأشرار الأشقياء؟ هل تحقيرنا لهم واستهزاؤنا بهم خطأ, أو أنهم معنا في
النار, لكن لم تقع عليهم الأبصار؟ إن ذلك من جدال أهل النار وخصامهم حق
واقع .
هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَباً بِهِمْ
إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ{59} قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَباً
بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ{60} قَالُوا
رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي
النَّارِ{61} وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم
مِّنَ الْأَشْرَارِ{62} أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ
الْأَبْصَارُ{63} إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ{64}ص. س795- قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ{67} أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ{68}ص. عن ماذا تتحدث الآيات الكريمة؟ جـ – عن القرآن الكريم. س796- خَلَقَكُم مِّن
نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ
الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ
أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ
اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى
تُصْرَفُونَ{6}الزمر. فسر الآية الكريمة.
جـ – خلقكم ربكم- أيها الناس- من آدم, وخلق منه زوجه,
وخلق لكم من الأنعام ثمانية أنواع ذكرًا وأنثى من الإبل والبقر والضأن
والمعز، يخلقكم في بطون أمهاتكم طورًا بعد طور من الخلق في ظلمات البطن,
والرحم, والمَشِيمَة, ذلكم الله الذي خلق هذه الأشياء, ربكم المتفرد بالملك
المتوحد بالإلوهية المستحق للعبادة وحده, فكيف تعدلون عن عبادته إلى عبادة
غيره مِن خلقه؟ س797- اللَّهُ نَزَّلَ
أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ
جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ
وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ
مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ{23}الزمر. فسر الآية الكريمة.
جـ – الله تعالى هو الذي نزل أحسن الحديث, وهو القرآن
العظيم, متشابهًا في حسنه وإحكامه وعدم اختلافه, تثنى فيه القصص والأحكام,
والحجج والبينات, تقشعر من سماعه, وتضطرب جلود الذين يخافون ربهم؛ تأئرًا
بما فيه مِن ترهيب ووعيد, ثم تلين جلودهم وقلوبهم; استبشارًا بما فيه من
وعد وترغيب, ذلك التأثر بالقرآن هداية من الله لعباده. والله يهدي بالقرآن
من يشاء مِن عباده. ومن يضلله الله عن الإيمان بهذا القرآن؛ لكفره وعناده,
فما له مِن هاد يهديه ويوفقه. س798- ضَرَبَ اللَّهُ
مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً
لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ
لَا يَعْلَمُونَ{29}الزمر. فسر الآية الكريمة. جـ – ضرب الله مثلا عبدًا مملوكًا لشركاء
متنازعين, فهو حيران في إرضائهم, وعبدًا خالصًا لمالك واحد يعرف مراده وما
يرضيه, هل يستويان مثلا؟ لا يستويان, كذلك المشرك هو في حَيْرة وشك,
والمؤمن في راحة واطمئنان. فالثناء الكامل التام لله وحده, بل المشركون لا
يعلمون الحق فيتبعونه. س799- وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ{33}الزمر. من الذي جاء بالصدق ومن الذي صدق به ؟ جـ – الذي جاء بالصدق هو النبي محمد rوالذي صدق به هم المؤمنون . س800- اللَّهُ يَتَوَفَّى
الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا
فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى
أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يَتَفَكَّرُونَ{42}الزمر. فسر الآية الكريمة. جـ – الله- سبحانه وتعالى- هو الذي يقبض الأنفس
حين موتها, وهذه الوفاة الكبرى, وفاة الموت بانقضاء الأجل, ويقبض التي لم
تمت في منامها, وهي الموتة الصغرى, فيحبس من هاتين النفسين النفس التي قضى
عليها الموت, وهي نفس مَن مات, ويرسل النفس الأخرى إلى استكمال أجلها
ورزقها, وذلك بإعادتها إلى جسم صاحبها, إن في قبض الله نفس الميت والنائم
وإرساله نفس النائم, وحبسه نفس الميت لَدلائل واضحة على قدرة الله لمن تفكر
وتدبر.
لا تعليق
إرسال تعليق