إلغاء الأقسام التحضيرية لمواجهة الاكتظاظ

أمرت عديد مديريات التربية بإلغاء الأقسام التحضيرية لمواجهة مشكل الإكتضاض الذي لم يعد حبيس بعض الثانويات أو المتوسطات، بعد قرار تحويل عدد من أقسام بعض الابتدائيات إلى ملاحق للثانويات، وهو ما أثار حفيظة الأولياء ودفع بهم إلى مقاطعة الدراسة.

قال مدير التربية لغرب العاصمة زغاش، في تصريح "للشروق اليومي" أن الأقسام التحضيرية ليست إلزامية أو إجبارية وأن قرار غلق بعض الأقسام التحضيرية.

رفعت جمعية أولياء التلاميذ بثانوية مصطفى لشرف في سوريكال، وكذا ثانوية زبيدة ولد قابلية بدرارية قرارا بمقاطعة أبنائها الدراسة بالملحقات الإبتدائية وبالأقسام التي فاق عدد تلاميذها 52 تلميذا داخل القسم الواحد.

وأكدت جمعية أولياء التلاميذ على مستوى الثانوية أنه من العيب أن يدرس تلاميذ عمرهم تجاوز 15 سنة مع تلاميذ بعمر 6 و7 سنوات، كما رفضت جمعية أولياء تلاميذ الإبتدائيات التي حول عدد من تلاميذ التعليم الثانوية إليها، أن يتلقوا تلاميذهم العلم مع مراهقين قد يعلمونهم تصرفات غير مسؤولة.

وحسب بعض التقارير التي رفعتها هذه الجمعيات، فأن تعداد التلاميذ في القسم الواحد بلغ 52 تلميذا، وبعض الثانويات في الجنوب وجد فيها المؤطرون صعوبة بالغة في تأطير التلاميذ بالنظر إلى ارتفاع عدد التلاميذ وبقاء المساعدين التربويين والمراقبين على حاله.

ونسف الإكتضاض الأقسام التحضيرية على مستوى عدد من الإبتدائيات، حيث لم يتمكن عدد كبير من الأولياء من تسجيل أبنائهم في الأقسام التحضيرية حيث قلص عددها في بعض الإبتدائيات وألغت الأقسام التحضيرية، وجاء قرار بعض الإبتدائيات بسبب ارتفاع عدد الأطفال في القسم التحضيري إلى 25 طفلا. واتهمت جمعيات أولياء التلاميذ بعض المؤسسات التربوية بممارسة المحسوبية في تسجيل البعض وحرمان البعض الآخر من فرصة التسجيل في التحضيري، إذا أكد احمد خالد، في تصريح "للشروق اليومي" عن استياء ممثلي جمعيات أولياء التلاميذ من طريقة التسجيل في الأقسام التحضيرية.

المدارس الخاصة تستثمر في الإكتظاظ

وقال بعض الأولياء عن ممارسة المحسوبية في التسجيل في بعض المدارس الابتدائية التي تمنح فرصة لبعض الأطفال لاسيما الذين يعمل أولياؤهم في قطاع التربية، وهو ما جعل بعض الأولياء يقررون تحويل أولادهم إلى روضات الأطفال من أجل التعلم وعدم اللعب في الشارع، أو تحويلهم إلى مدارس خاصة والتي استغلت الظرف لترفع نسبة التسجيل في الأقسام التحضيرية ما بين 35 ألف و40 ألف دينار للموسم الدراسي، مع العلم أن أغلب المدارس التحضيرية لا تخضع للشروط المطلوبة فأغلبها تتخذ من الشقق والفيلات مقرات لتدريس التلاميذ.

.جدير بالذكر أن شروط التسجيل في هذه المرحلة تؤكد أن يكون الطفل المعني يستوفي السن القانوني، وأن يكون عمره خمس سنوات فيما إجراءات التسجيل تتم على مستوى المدارس الابتدائية وتحت إشراف المفتشين، وتسهر مديرية التربية على إنجاح هذه المرحلة وذلك بتوفير الوسائل البيداغوجية.

التعليم التحضيري يُنسف

حرصت الوزارة السابقة عبر عدد من التعليمات على ضمان التمدرس التحضيري للأطفال أقل من 6 سنوات وتمهيدهم للمرحلة الإبتدائية، وتغنى في أكثر من مرة الوزير بن بوزيد بهذاالتعليم، غير أن مشكلة الاكتظاظ في الوقت الراهن نسفت ما بني سابقا، حيث تحولت في عديد من الإبتدائيات الأقسام التحضيرية إلى أقسام لاستقبال الفائض من الثانويات.

جدير بالذكر أن مدة التدريس التي خصصت في وقت سابق لتلاميذ المرحلة الإبتدائية بـ 255 دقيقة في اليوم، وعلى الأستاذ أن يركز في دروسه على الأنشطة اليدوية التي تهدف إلى تعليم الطفل وتكوينه إلى جانب تعلمه الأناشيد وسور من القرآن الكريم، وفي الفصل الثاني يتم تعليمه آليات الكتابة والحساب، وتعد هذه المرحلة تمهيدية للتلميذ الصغير والاستفادة مضمونة قصد الاستعداد للسنة أولى ابتدائي.

الشروق أونلاين