أهلا و سهلا بكم في مدونة المدرسة الابتدائية بوشناق الزهرة بالأخضرية يتقدم كل معلمي المدرسة الابتدائية بوشناق الزهرة بأحر التهاني لتلاميذها و كل الأسرة التربوية بمناسبة افتتاح الموسم الدراسي 2012/2013 وتتمنى لهم عودة موفقة وسنة كلها تألق و نجاح  
قسم اللغة الفرنسية في مدونة بوشناق الزهرة قسم الأخبار الخاصة بقطاع التربية في الجرائد الوطنية قسم القرآن الكريم ترتيل أشهر القراء في العالم الاسلامي نظريات و بحوث في علم التربية و  البيداغوجيا اضغط هنا لتتواصل معنا او تريد ان تكون مدونا في  هذا الموقع

تفاؤل وخوف و''دفن للسرّة'' و''الخفاف'' حاضر على الدوام

لا تعليق
بكاء، تفاؤل وترقب، هكذا يكون عادة إحساس التلميذ أو المعلم في أول تواجد لهما بباحة المدرسة، وبين جدران القسم، حيث تكون الرحلة بين باب المدرسة ومدخل القسم شاقة على قدر التكهنات والتطلعات والطموح الذي يحمله المقبلون على دخول مدرسي جديد، يكون انطلاقة لحياة علمية وعملية يصعب التكهن بنتائجها.
 يحملنا الحنين، بين الفترة والأخرى، لاسترجاع ذكريات أول نظرة للقسم، وأول جلوس على كرسي الدراسة، وأول عبوس أو ابتسامة قابلنا بها المعلم، ونرغب في مرافقة التلاميذ الجدد لنضعهم على أول الطريق، ما يذكرنا بلحظات هامة في الحياة، يصعب تجاهلها مع بداية كل موسم.
كانت وسام التي تقصد مدرسة محمد المقراني بالعاصمة لأول مرة، مفعمة بالنشاط والسعادة، كونها ستعرف معنى الاعتماد على النفس، وستحظى بأمور خاصة يمكنها التحكم فيها بنفسها، حيث أبدت لنا سعادتها الكبيرة بحصولها على محفظة وكراريس.
وقالت: ''اليوم، أصبحت كبيرة سأتعلم وسأكون سائقة طائرة''. وعلى قدر طموح وسام، كان بريق عينيها يلقي بجماله على وجهها، وكانت تترقب في كل لحظة التعرّف على زميلة جديدة، وتضع شروطا لمن ستختارها كمرافقة لمشوارها الدراسي.
 الصحبة الحسنة
بعد توجه وسام ووالدها إلى دفع الملف وحقوق التسجيل، طلبت منه القيام بجولة داخل المدرسة والتعرّف على زواياها، فكانت مهتمة برؤية الأقسام ومكاتب الإدارة، حيث تعرّفت على المراقبين والعمال، في حين تركت والدها يستكمل حديثه مع مدير المؤسسة، لتنطلق وتتنقل بين المطعم ودورة المياه وبعض زوايا الساحة.
وكانت وسام، رغم تفاؤلها ونشاطها، واحدة من بين المئات الذين اختلطت عليهم الأجواء، حيث لم يكن أغلبهم محضّرا نفسيا لاجتياز المرحلة التي تعدّ بوّابة ''النجاح أو الفشل''، فتنوّعت ردود أفعال الأطفال بين متفائل ومتحمس، وخائف ومستاء، ورافض لدخول المدرسة، وغير مهتم ومشاغب، فكانت الساحة حلبة، بدأ فيها المراقبون والمؤطرون صراعهم العلمي اليومي الذي سيستمر لموسم كامل. وقد صادفنا في جولتنا معلمين يحاولون تحضير الأطفال لدخول القسم، وتخليصهم من شعور الخوف الذي يعتريهم، بإحضار الألعاب وإغرائهم بالحلويات، فيما كانت الصيحات والبكاء النغمة التي سادت الساحة، فتجد الأولياء والمربين في ورطة، يحاولون إقناع أطفالهم بالبقاء والسماح لهم بالمغادرة، هؤلاء الذين رفضوا ترك أحضان آبائهم وسراويل وفساتين أمهاتهم من قبضاتهم، في أجواء خاصة تثير انزعاج البعض وتبقى ذكريات جميلة لدى البعض الآخر.
 أول يوم في التدريس
بوسط فناء المدرسة، كان يقف حسين، معلم أمضى 30 سنة من حياته في التدريس، حيث عاد بنا إلى ذكريات أول يوم له في عالم المدرسة، وأول لقاء له مع أطفال المدرسة.
وقال لنا العم حسين إنه مازال يشعر، مع كل دخول مدرسي، بنشوة اللقاء مع تلاميذ المدرسة الذين يعيدون إحياء الماضي، حيث قال إنه لن ينسى شعوره في أول يوم تدريس له، بعدما سبقه الشعور بالقلق وانتظار التعرّف على تلاميذ القسم، حيث قال أن التفكير في كيفية التعامل معهم طالما لازمه، وكان يتسبّب له في الأرق قبل 10 أيام من موعد الدخول المدرسي، مبرزا أن إقباله على الوظيفة كان بمثابة الإقبال على المجهول، خاصة أنه لم يكن يعرف قوة التحمّل الذي يستطيع الوصول إليها في مجاراة الصغار وتوجيههم.
وفي أول يوم دخول، أشار العم حسين إلى القسم الذي شرع في تقديم أول درس به، وقال إن شعوره بالقلق زال بعد أول خطوة على المصطبة، حيث كانت رائحة الطبشور تعبق المكان، ونسمة الإسفنجة المخصصة للمسح مع دلو المياه منتشرة، أما ''العجينة'' فكانت، حسبه، سيّدة الأدوات التي يجلبها التلميذ في أول يوم، ذلك أن أغلب الأولياء يعرفون أن الحصة الأولى ستكون للتعارف بين التلاميذ والأستاذ، وفتح المجال للثـرثـرة قبل الجدّ. وقال العم حسين إنها فرصة للتعرّف على قدرات التلميذ بما يمكن أن يشكله من مادة ''العجينة''، كأول مرحلة لتصنيف تلاميذ القسم حسب قدراتهم، وأشار حسين إلى أن النجاحات المتعاقبة لتلاميذه جعلته يحس في كل موسم بطعم النجاح، ويصرّ على مواصلة المشوار إلى غاية التقاعد، رغم متاعب المهنة وخصوصياتها في قطاع التربية ببلادنا. وأكثـر ما يحبه العم حسين في الدخول المدرسي، العادات التي مازالت الأمهات متمسكات بها، حتى المعلمات منهن، يقول، والمتمثلة في صنع الخفاف، وأكل السكر المرقي، ودفن السرّة في ساحة أول ابتدائية يقصدها التلميذ، ليبقى مرتبطا دوما بالمدرسة، حسب بعض الأمهات، ووضع كأس الحليب في النافذة ليلة كاملة مقابل النجوم، ليشربه الطفل، وهي عادات على قدر نسبية الاعتقاد بها بين الأولياء على قدر الطعم الخاص الذي تضفيه على الدخول المدرسي التي تعيد، حسب العم حسين، نشوة أول دخول مدرسي وأول دخول مهني له.
 
 

لا تعليق

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...